الاثنين، 14 سبتمبر 2009

واعدّ الساعاتِ عدّا ..

واعدّ الساعاتِ عدّا ..


أريد أن [أحكي] اليوم , دون أن تسمعني ..
لم يكن لقائنا محض صدفة .. إنما قدرٌ نُحِتَ على جباهنا قبل أن نوجد ..
ونُحِت على جبيني ..
أن أتشرّب كل تفاصيلك ..
وأحبكَ بِ جنونٍ .. لا يوصف ..
أنتَ الذي تشبّثت بيدي كَ غريق ..
وأنا التي انتشلتك باحتواءٍ كَ سفينة ..
وتخالطت دمائنا ببعضها ..
ضحكاتنا , دمعاتنا , كلماتنا ..
وكلّ قصاصاتنا الصغيرة ..
حتى تعانقت أرواحنا بقوة الحديد .. لا تنصهر ..
وصرتَ مِني ..
جزءٌ لا يتجزأ .. لا ينفصل .. لا أقوى الاستغناء عنه ..
ولا أطيق البعد ..
والآن .. احتلت الى أكسجينًا أتنفّسه ..
قل لي بربّك ..
كيف لي أن أحيا دونك ؟!
كيف أطيق الحياة بألوانها وألحانها وبهجاتها دونك ؟!
كيف أنا .. دونك ..!
كيف كلّ شيءٍ دونك ..!
أنا التي أصبحتُ منذ أن جاءَ خبر رحيلك , قاربٌ وسط بحرٍ ثائر ..!
ولا مجاديفٌ هُنا .. ولا زوارقُ انقاذ ..
وأنتَ ثباتُ القارب الّذي ينوي أن يُحلّق ويتركهُ بلا ثبات ..!
أضحك حين تطلب مني أن لا أجهش بالبكاء ..
فَ أنا ما زلت أحبك , وما زلت أحمل داخلي عضلةٌ بحجم قبضة اليد أدسّ فيها بعضٌ من مشاعر ..
وما زالت خلاياي الدمعية تعمل ..
ما زلتُ إنسان ..
فقط أتجرّع مرارة بُعدك ..
سَ أحاول - لا يعني أن أعدك بالنجاح - أن أعتاد على غيابك ..
سَ أحاول أن أنام دون أن أحادثك ..
أن أصحو دون أن أنتظرك ..
أن أفرح دون أن أخبرك ..
أن أبكي دون أن تلمّني ..
سَ أحاول أن أعيش تفاصيلي منفصلة عنك ..
أن أعيشها وحدي ..
أن أتحرّك دون أن أراك أمامي ..
أن أقف دون أن تنبهني ..
أن أحادث الكثير , ولا أحادثك ..
أن أتقبّل فكرة : يعرف عني غيرك أكثر منك ..
سَ أحاول أن ألبس رداءًا من صلابة ..
أن أحكي للقلم , لدفاتري المهترئة , لمدوناتي , لقناديل ..
أن أتقبّل فكرة رحيلك, دون أن أجادل القدر ..
أن أرضى بما نُحت على جباهنا ..
/
ليتني علمت أنك من طينةِ الغياب , قبل أن أحبك ..!
\
وفيني حكي غيرون .. بس ما بينكتبوا .. ) :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق